كذب الأطفال .. له !
حدود
كذب الاطفال مشكلة تشغل بال الكثيرين من الآباء والمربين الذين يحرصون على تنشئة أطفالهم على القيم الأخلاقية الحميدة ، وإبعادهم عن العادات والسلوكيات السيئة ومنها الكذب ، خاصة فى السنوات الأولى من عمر الطفل ، حيث أنها فترة البراءة والنقاء التى يتميز بها الصغار دون استخدام الأقنعة التى يرتديها الكبار بمرور الوقت ، ويبررون مواقفهم بأنها نوع من الذكاء الإجتماعى نظراً لظروف الحياة ، والدراسات فى هذا المجال تؤكد أن غياب القدوة فى داخل الأسرة هو أهم أسباب كذب الأطفال إن جاز هذا التعبير لأن أساتذة النفس والإجتماع يرفضون هذه التسمية ، ويرونه نوعاً من التخيل أو اختلاط الحقيقة بالخيال لدى الطفل ،كما أن الصدق سلوك مكتسب يحتاج إلى التدريب والتعليم والإرشاد دون توجيه الشتائم أو الضرب حتى لا تتسرب عنده خبرات سيئة عن نفسه يتحول بسببها إلى كذاب بالفعل فى الكبر .
أنواع الكذب
أن الأطفال يمكن أن يقوموا ببعض أنواع الكذب تبعاًً للدراسات والأبحاث الإجتماعية فى مجال الطفولة منها الكذب الخيالى وهو وسيلة للتسلية ، وأحياناّ يكون تعبيراً عن أحلام الطفل لأن الأفكار تختلط فى ذهنه ولا يفرق بين الحقيقة والخيال والكذب الالتباسى ، حيث يلتبس عليه الأمر لتداخل الخيال مع الواقع كأن يتقمص شخصية لبطل قصة خرافية سمعها من أحد أفراد الأسرة ، وكذلك الكذب بهدف الاستحواذ على الاشياء نظراً لمعاملة الوالدين له بقسوة ، فيحاول سرقة النقود أو اللعب مع إنكار ذلك ، ويمكن أن يكذب انتقاماً من أحد الأشخاص لتوجيه اللوم له كأن يزعم أن أخاه أخذ لعبته ، وهناك كذب الخوف ويسود فى الأسر التى يغلب عليها طابع القسوة ، فيحاول الهروب من العقاب بالكذب ، وأيضاً الكذب بالمحاكاه لأفراد الأسرة فعندما يرى الأب يكذب فى موقف ما كأن يطلب من الزوجة أن تقول لمن يتصل أنه خارج المنزل ، يشعر أن الكذب أمر طبيعى .
علاج الكذب
كيف نعالج كذب الأطفال ؟
أن الكذب قبل سن الرابعة يعد أمراً طبيعياً فهو نوع من القصص الخيالية ولا داعى للقلق منه ، ولكن يجب أن نحدث الطفل عن أهمية الصدق كفضيلة دينية واجتماعية ينبغى عليه التحلى بها مع بحث الدوافع والحاجات النفسية التى تدفعه للكذب ، علماً بأن اللجوء إلى العقاب والتهديد لعلاج الكذب أسلوب خاطئ ، ويفضل أن يبدأ العلاج بالبيئة المحيطة به وبتحسين أسلوب المعاملة وتجنب الكذب فى جميع المواقف خاصة أمام الأطفال .